ربّي سامحني إذ لا تكفي الكلمة كي تدفئ قلبَ يتيمة
ربِ سامحني حين يكون نهر الدم أطول من الأبجديّة , و صوت القصف أعلى من خيال الاستعارة , و انهيار البيت أسرعَ من انهمار القريحة
و اغفرْ لي حين لا ينظمُ إيقاعُ الشعر فوضى رصاص الحاجز , و إذ نتوهّم أنّ وجه شهيدٍ يحتاج كفناً من رثاء , و أنّ قلبَ الأمّ يسكنُ برُقية الغريب …
اللهمّ ألهمْنا الاتساق … و خفّة المتأرجح على الخيط الرقيق ما بين المعنى و النغمة … و بارِك بيديك نبعَ الدم في ذاكرة الورقات لئلّا يغتسل به النسيان … و اقرأ علينا من المتشابه كي نكتب اليقين … و علّمنا مكرَ الكامن قبل وَضَحِ الفصيح …
اللهمّ أسبغ روحَك على الكلمات في مرقاها الأسمى كي لا يخفت فيها صوت الوجود أو تزلّ عن منزلة الفعل إلى درك الهباء .. و الهرب …
اللهمّ و حين يصلون إليك , يلمع من نزيفهم بريقُ الحقيقة … و حين تغسّلهم بالنور و تكسوهم السكينة و تُريحهم إلى دفءِ الملكوت … سلّمهم -نرجوك- صحائف ممّا كتبناه بهم … و إن ابتسموا … اتركْ لنا صورةً منهم لتكسوَنا في ليالي الأرق الباردة … لتنتثر إلى حلم يكفي كي نكمل الطريق واثقين من الحقيقة !