خذنا إليك
لم ندرِ أنّ الأرض أوسع من رغائبِنا و أضيق من خيال الطفل
لم ندرِ أنّ حروفَنا مشنوقةٌ رغماً عن اللغة اليتيمة
و الشعرُ مات و لمْ تفده تمائم القلق القديمة
قد باتت الأسماء أحجيةً و ضعنا عن ملامحنا و لم نحفظ سوى وجه الجريمة
خذنا إليك
الشوق أغنية بلا لحنٍ لملهاة الظلال
و الفخرُ ضلّ عن الصراط المستقيم فلم نجد غير البنادق
من قال إنّ الدهرَ قد يُعنى بإكرام الحقائق
و اليوم قد نفد الرصاص فودّع المدن العدوّة إنّ هذي الأرض قد نسيت كرامات الخنادق
خذنا إليك
الصخرُ رقّ فلم تعد غير القلوب الآن قاسيةً بما يكفي لتجهيز النصال
و الآن تأكلنا صحارى الشكّ .. دمعُ الأمّهات … و لثغة الموت الأليفة
مذ غاب صوتُ الخيلِ أسلمْنا ارتياحَ وجوهنا للأمس و الذكرى المخيفة
و الريح قد صمتت و لونُ الشمس جفّ ….. فاستعر كفن الصديق … الآن تأكلنا القذيقة
خذنا إليك
تهنا ولم نعرف سوى أنّا اقتربنا منك في جوع الرمال
و الآن ودّعنا صلاة الأمس فاقبل من فحيح اليأس أنّك من رغبتَ لنا العذاب
قد شربنا الوحل حتى لا ترى أنّا طلبناك اشتياقاً للسراب
ها نحن , ظلّ زائل في قصّة تُنسى … و لا نرجو سوى سطرٍ بخطّك في الكتاب .
خذنا إليك