الكتابة نهر
ووجهكِ بعيد
تجفّ اللغة حين يضيع الماء
وكان علينا ان نتقاسم القدر بعدالة: أضيعك وأجفّ
لكنني لم أقل لك إن الكلمات القديمة تتخذنا أحلامَها في الليل.
وفي كل ليلة في سبات اللغة الطويل ودون أي انتقال مفاجئ أو غير عادي
تتذكّرنا الكلمات التي نسيناها في حلمِها العذب الطويل
ونتذكّر مثل بشار بن برد : لم يطل ليلي ولكن لم أنم.
ولكننا لا نفهم المعادلة بوضوحه : ونفى عنّي الكرى طيفٌ ألمّ
نتوهّم أننا نختار الشمس والأرق
ولكننا كعادتنا واهمون يا سريعة العينين والدموع
إنّها الكلمات التي اخترناها ونسيناها عامدين , أخذتْ عنّا -منذ نقض الميثاق المقدس بين اللغة والمصير- حقّ الاختيار.
كلّنا منذ تركنا كلماتنا ندور في فلكها الذي ضيّعناه طريقاً , فألزمتنا به تيهاً.
في ضبابٍ لم نختره, تتذكّرنا الشمس التي اخترنا أن نتركها واهمين أننا سنرتاح من ظلّنا في الطريق.
ونسينا أن الجسد كالحقيقة كاللغة يتبخر حين نحرمه من ظلّ ما , من انعكاس ما , من خلل ما غير مفهوم , يفقده وحدته الواضحة التي تعني بالضرورة عدمه.
”
جئتك من كل منافي العمر
أنام على نفسي من تعبي
ما عدت أزور فنارا
البحر تخرب
يحتاج البحر إلى إصلاح
والغرق الآن هو الميناء
”