أنتمي إلى ثورة المتروكين

أنتمي إلى ثورة المتروكين, لمن لا يعبأ بهم العالم, ولا يعبؤون به, وينتظرون موتهم بلا مبالاة, محاصرون بمعارك بلا جدوى غير أنّا أردناها, ويكفي, نحمل دمنا طعنةً في عبث التاريخ, ونغرز أنفسنا في قلب الجحيم إيماناً بالكرامة التي لم يعد يصدق جدواها أحد, يكفيهم أن يعرفوها من القاموس, كما يعرفون الحرب والرجولة والشهداء, من القاموس, ويكملون حياتهم آمنين.

و الودعاء الطيبون
هم يرثون الأرض في نهاية المدى
لأنهم لا يُشنقون

ولا تمزقهم البراميل يا دنقل.

للمغلفين بخشونتهم, ومن لا تنتظرهم النساء, لا نستحق أن ينتظرنا أحد, مهمتنا أن نموت ليحكي عنا الآخرون, ويكتب عنا من لم يعبأ بنا حين كنا قريبين وأحياء, وحيدون إلا من دعاء الأمهات, ومتروكون للنسيان والأخبار اليومية في الصحف المعدة للقمامة, لا نستحق اهتمام أحد, ومطلوب منا أن نرضي الجميع بأن نموت كما يجب, ليعيشوا أغانيهم كما يحبون.

للمتكئين على الغضب, والضاحكين للنزق المرّ, المؤمنين بالثأر صلاةً, والمرتاحين -كالصوفي في المحراب- للحقد العميق, والقريبين من الله أكثر من المآذن.

باقون فيما نؤمن, حتى الدم الأخير, ولو انهار العالم.

أضف تعليق