مدنٌ من غبار
وذئابٌ فقدت أنيابها
ورفاقُ الليل استراحوا حجراً في المقبرة
ومُحاربْ
كان يطوي الأرض ناراً ورجال
وغَدا.. يهْمس الكلمات ويرجو المغفرة
المدى مرٌّ وأشباحٌ على الأيّام تهمي
وجبالُ الملح لم تكف المآقي كي تغورْ
وصدى أمس ينادي أيّ ماء
والطواحين تعود لسحق الحنجرةْ
—
في طرق كالجدران أتيت
لا تعرف إلا نفسك وضباب الفجر وصمت الطين
تحفظك الكلمات الصعبة
واللعنات المكتوبة في قعر القهر
وهواجس رمانات الليل وألحان الثوريين
وتراقب في كلماتك ملح الأرض
هل ذاب الملح اليوم ؟
أم اللغة اختبأت خوفاً من تعب في الصدر سجين
وحدك في التبغ وفي القهوة والليل
والمدنُ المغبرة تصحو كرماد الوقت وأخطاء التكوين
ترحل كالسيف المغمد دون عتاب أو ذكرى
تعرف معنى الزند -أو القلب- المشدود ولو كان جريحاً
تدرك كم أن خراباً أصدق من وجه مدهون
لا تعرف تضحك أم تغضب كم أخطأك سلاح الأعداء سنين
لكن لم يخطئ قلقٌ خلف حروف التنوين
—
تنتهي الأحلام منذ البدء
لكن قد يؤجلها ضباب الأمنيات
وغداً سنجتاز الخطى
ونرى مرايا الأمس أجراساً لنعي الأغنيات
وغداً ستغتال المنية صدفةً
من كان يعجل للحياة