ما هي الخطوة التالية لهيئة تحرير الشام ؟
مركز الشرق للأبحاث الاستراتيجية 7-10-2019
ملخص تنفيذي
تواجه هيئة تحرير الشام حملة متصاعدة وتحديات أمام تماسك سلطتها في إدلب، فرضت الحملة الروسية تهديدات متزايدة على هيئة تحرير الشام، سواء باستمرار الحملة العسكرية نحو عمق إدلب، أو باحتمالية استجابة تركيا للطرح الروسي وتبني الضغط على الهيئة، وداخلياً تواجه الهيئة مرة أخرى حملة مظاهرات شعبية أطلقها نشطاء ثوريون ضد الهيئة وذراعها المدني حكومة الإنقاذ، كما تواجه حملة موازية من التيار الجهادي داخل الهيئة وخارجها تهاجم زعيمها الجولاني وسياساته البراغماتية وتتهمها بفساد مالي.
تتعدد خيارات الهيئة، ما بين حلّ التنظيم كما يطالب خصومه، أو الدخول في تحولات جديدة كما فعلت سابقاً، أو مقاومة الضغوط الراهنة والتمسك بصيغة التنظيم نفسها وهو السيناريو المرجح، ولكن الموقف الإقليمي والدولي يبقى ذا تأثير حاسم في مستقبل الهيئة ما زال غامضاً حتى الآن.
ملف pdf
من فرع القاعدة إلى حكومة إدلب
مع هزيمة حركة أحرار الشام وطردها من معبر باب الهوى الحدودي في تموز 2017[1]، أصبحت هيئة تحرير الشام الفصيل المسيطر على الشمال الغربي الذي يشمل إدلب وريفها وريف حماة الشمالي، وباشرت بفرض ذراعها المدني المسمى حكومة الإنقاذ على المنطقة كبديل عن الحكومة المؤفتة والمجالس المحلية المحسوبة على التيار الثوري، ليبقى ريف حلب الغربي منطقة خارج سيطرة الهيئة نسبياً ويقع تحت سلطة حركة الزنكي والحكومة المؤقتة، إضافة إلى مواقع صقور الشام وأحرار الشام المتبقية في سهل الغاب وجبل الزاوية، وبعض الجيوب التي نشط فيها الحراك المدني في رفض الهيئة والتي كان أبرزها مدينة معرة النعمان، وهو ما عنى سيطرة هشة للهيئة في ذلك الوقت.
بالهجوم على أحرار الشام والسيطرة على معبر باب الهوى، استبقت هيئة تحرير الشام التدخل التركي في إدلب بموجب مسار الأستانة، لتثبت نفسها أمام أنقرة كطرف مسيطر على الأرض عليها التنسيق معه، وبذلك دخل أول رتل عسكري تركي إلى إدلب في 13 تشرين الأول/أوكتوبر 2017م بمرافقة من هيئة تحرير الشام[2]، وقد راهنت الهيئة على هذه الخطوة للحصول على قبول إقليمي ودولي يمهد لإزالتها عن لوائح الإرهاب وقبول سيطرتها على إدلب ضمن سياسة إثبات الاعتدال التي انتهجها الجولاني منذ تشكيل جبهة فتح الشام ثم تشكيل هيئة تحرير الشام.
ولكن هذه التحولات البراغماتية والقبول بالتدخل التركي ضمن مخرجات مسار الأستانة كان يناقض الفتاوى والشعارات الجهادية التي استعملتها الهيئة سابقاً ضد الفصائل المحلية المنافسة وضد الجيش التركي نفسه الذي يوصف أنه جيش علماني في الأدبيات الجهادية، فقد انسحبت جبهة النصرة في آب 2015م من ريف حلب الشمالي قبيل التدخل التركي هناك ضد تنظيم داعش معلنة عدم جواز الدخول في المعركة إلى جانب تركيا وأمريكا[3]، وكررت جبهة فتح الشام هذه الفتوى مع بدء عملية درع الفرات بتحريم القتال “تحت أي طرف إقليمي”[4]، وعلى إثر جولة الأستانة الأولى في بداية 2017 شنّت جبهة فتح الشام معركة واسعة ضد الفصائل بتهمة التمهيد لقتالها وتطبيق مخرجات الأستانة[5]، ثم وصفت تطبيق اتفاق خفض التضعيد الذي تضمن إنشاء نقاط مراقبة تركية بـ “الخيانة”[6]، وامتدّ تناقض الفتاوى والتصريحات حتى قبل التدخل التركي في إدلب بأيام[7].
تعرضت هيئة تحرير الشام لاحقاً إلى ضربة كادت تطيح بهذه السيطرة في شباط – آذار 2018م، حين شنّت جبهة تحرير سوريا (أحرار الشام وحركة الزنكي) هجوماً على هيئة تحرير الشام اضطر الأخيرة إلى الانسحاب –خلال أسبوعين من الاقتتال- من معظم مواقعها في ريف حلب الغربي وريف إدلب الجنوبي والشمالي[8]، إلى أن استعادت هذه المناطق بهجوم معاكس بالتحالف مع الحزب التركستاني الإسلامي، وتم تثبيت اتفاق هدنة بعد شهرين من الاشتباكات[9]، لتثبت الهيئة من جديد قدرتها على فرض سيطرتها مقابل الفصائل الثورية.
تجمعت الفصائل الثورية المتبقية في إدلب وحماة لاحقاً برعاية تركية ضمن “الجبهة الوطنية للتحرير” التي تم إعلان تشكيلها في البداية في 29 أيار/مايو [10]2018، لتضمّ الفصائل التي كانت منضوية ضمن غرفة الموم بعد توقف برنامج الدعم الأمريكي، ولكنها شهدت في 1 آب/أغسطس 2018 إعادة تشكيل لتشمل جميع فصائل المعارضة والمحسوبة على الجيش الحر في المنطقة (ما عدا جيش العزة)، ومن ضمنها أحرار الشام وصقور الشام وفيلق الشام[11].
في 17 أيلول/سبتمبر 2018م، تم الإعلان عن اتفاق سوتشي حول إدلب بين الرئيسين التركي والروسي، ليوقف موجة من القصف والتهجير والتصعيد المنذر بالحرب، على إثر تصعيد ديبلوماسي تركي مقابل هدّد بنسف التفاهمات الروسية التركية، وقد نص الاتفاق على إبعاد المجموعات المسلحة عن المنطقة العازلة والاستمرار بمكافحة المجموعات الإرهابية[12]، ولم ينصّ الاتفاق المعلن على حلّ هيئة تحرير الشام، كما تم إشاعته، وقد أصدرت الهيئة بيان موافقة على الاتفاق وترحيب بالجهود التركية[13]، وهو ما يظهر التحول الكبير في الخطاب ومحاولة التقارب مع تركيا.
استغلت هيئة تحرير الشام اتفاق سوتشي في تثبيت سيطرتها على إدلب، واستكمال بناء شبكتها المؤسساتية والأمنية والاقتصادية عبر حكومة الإنقاذ، كما استفادت من تهجير جيوب الثوار المحاصرة في وسط وجنوب سوريا نحو إدلب، لتجمع المقاتلين المهجرين –المنتمين إليها بالأساس- ضمن كتل مناطقية ضمن هيئة تحرير الشام[14].
فما بعد اتفاق سوتشي، استأنفت هيئة تحرير الشام حربها ضد الجبهة الوطنية للتحرير في اشتباكات متقطعة، لتمنع تشكيل سلطة منافسة في المنطقة، تركزت هجمات الهيئة ضد حركة الزنكي ولكنها توسعت مع مشاركة المناطق والفصائل المنضوية ضمن الجبهة الوطنية للتحرير في المعركة، خاصة في سهل الغاب وجبل الزاوية وريف إدلب الشمالي.
كانت الموجة الحاسمة من الاقتتال مع بداية عام 2019، حين قامت هيئة تحرير الشام في ذلك الوقت بشنّ هجوم شامل على حركة الزنكي في ريف حلب الغربي إلى أن تمكنت من تفكيك فصيل الزنكي وطرده من معقله التقليدي في ريف حلب الغربي نحو عفرين[15]، وأخضعت عبر الحصار والتهديد جيوب الجبهة الوطنية في سهل الغاب وجبل الزاوية والتي فضلت بالعموم عدم القتال والحفاظ على مواقعها بعد انهيار حركة الزنكي[16]، رغم أن الجبهة الوطنية للتحرير تمكنت من قضم مواقع مهمة للهيئة في المرحلة الأولى من المعركة في المناطق المحاذية لسهل الغاب وجبل الزاوية وريف إدلب الجنوبي.
جرى توقيع اتفاق وقف إطلاق نار في 10 كانون الثاني/يناير 2019م بين الجبهة الوطنية للتحرير وهيئة تحرير الشام، والذي كان في حقيقته إعلان انتصار للهيئة، نصّ الاتفاق على فرض حكومة الإنقاذ وخروج من يرغب من المقاتلين وبقاء الفصائل في مواقعها، في حالة تشبه اتفاقيات المصالحة المحلية مع النظام، والتي تضمنت فرض حكومة النظام ومصادرة السلاح الثقيل وخروج من يرغب من المقاتلين الرافضين للتسوية، وأعلنت هيئة تحرير الشام في بيان انتصار أن جميع مناطق إدلب وريف حماة أصبحت تتبع لحكومة الإنقاذ[17].
تأثيرات الحملة الروسية في حماة
استمرّ هذا الوضع حتى بدء الحملة العسكرية الروسية الأخيرة، والتي بدأت عبر القصف الجوي مطلع آذار 2019م، لتنتقل إلى حملة برية في 6 أيار/مايو، وتمكنت قوات النظام المدعومة بالطيران الروسي من السيطرة على عدة مواقع في البداية أبرزها كفرنبودة وقلعة المضيق، قبل أن تتمكن الفصائل من إعادة ترتيب صفوفها والقيام بحملات مضادة في تل ملح والجبين[18]، ورغم إعلان وقف إطلاق نار في جولة الأستانة [19]13، إلا أن الجولة الثانية من المعركة التي استؤنفت بعد أيام تمكنت خلالها القوات الروسية وقوات النظام من السيطرة على طوق ريف حماة الشمالي بالكامل مع وصولها إلى مدينة خان شيخون[20].
كان لافتاً قيام فصائل الجبهة الوطنية للتحرير، التي سبق للهيئة مهاجمتها وتفكيك قسم منها في سهل الغاب وجبل الزاوية وإدلب أن تقوم بتجميع نفسها سريعاً وتحمل القسم الأكبر من جبهات المعركة، إضافة إلى دخول مؤازرات متتابعة من فصائل الجيش الوطني المدعومة تركياً من مناطق عفرين ودرع الفرات، رغم ممانعة الهيئة سابقاً، والتي كانت تقوم سابقاً باعتقال أشخاص بتهمة انضمامهم إلى الجيش الوطني[21].
هذه المشاركة من خصوم الهيئة في الجبهة الوطنية والجيش الوطني، إضافة إلى سقوط محاور رئيسية كانت ترابط فيها الهيئة مثل الهبيط وحرش عابدين وخان شيخون[22]، ساهمت في إظهار أداء هيئة تحرير الشام العسكري أقلّ من المتوقع، حتى بالنسبة إلى أنصارها، رغم أن الهيئة صرحت بسقوط أكثر من 500 قتيل في معارك حماة[23]، إلا أن المعارك الأخيرة كسرت ادعاء الهيئة السابق أنها القوة العسكرية الأكبر التي تتولى حماية المنطقة، وهي الحجة التي استعملتها سابقاً في قتال الفصائل الثورية وتفكيكها، وانكسار هذه الصورة لم يضعف قدرة الهيئة على فرض نفسها محلياً فقط، وإنما أضعف صورتها كقوة وحيدة ومؤثرة أمام الخارج، وتحديداً أمام أنقرة.
الحراك الشعبي ضد الهيئة
مع سقوط ريف حماة الشمالي تصاعدت الحملة ضد هيئة تحرير الشام، فقد أطلق النشطاء الثوريون مظاهرات حاشدة في إدلب وريفها رفعت هتافات ضد الهيئة وزعيمها الجولاني وذراعها المدني حكومة الإنقاذ، وكان من الأسباب المباشرة لهذه المظاهرات قرارات بتقنين ساعات الكهرباء من قبل حكومة الإنقاذ مع رفع الضرائب، مع فشل حكومة الإنقاذ على المستوى الخدمي وتفاقم أزمة النازحين والمهجرين الإنسانية، خاصة بعد خروج عدد من المنظمات المدنية عن الخدمة بسبب التضييق والإتاوات المفروضة عليها من هيئة تحرير الشام[24]، أو بسبب قطع الدعم عنها من قبل الممولين[25]، يضاف إلى ذلك الأسباب السياسية للضغط على هيئة تحرير الشام لحلّ نفسها.
أما بالنسبة إلى الجبهة الوطنية للتحرير، فقد تضررت فصائلها بشكل كبير من انقطاع مواردها الذاتية بعد سيطرة هيئة تحرير الشام على المعابر والحركة التجارية، كما خسرت القسم الأكبر من مستودعاتها لصالح الهيئة سابقاً، وأصبحت علاقاتها الدولية محصورة بأنقرة بعد إغلاق غرفة الموم، وكانت مضطرة لتجميع قواتها سريعاً مع بداية الحملة الروسية على إدلب، ولجأت إلى الاعتماد على حملات تبرعات شعبية إلى جانب الدعم التركي[26]، وهو ما راكم من الاحتقان ضد هيئة تحرير الشام بالإضافة إلى أداء الهيئة العسكري الذي كان أقل من المتوقع.
ولكن دخول فصائل المعارضة في صدام ضد الهيئة يبقى مستبعداً، بالنظر إلى التخوف من استفادة قوات النظام وروسيا من هذا الصدام، وعدم وجود ضمانات لهدنة مستدامة أو طويلة الأمد في إدلب، ولا ضمانات بتخلي موسكو عن الهجوم على إدلب في حال عدم وجود هيئة تحرير الشام.
العلاقة مع الجهاديين
من جهة مقابلة تصاعدت أصوات الجهاديين داخل الهيئة وخارجها في انتقاد الجولاني وسياساته البراغماتية والتشكيك بفساد مالي، وكان أبرز هؤلاء عبد المعين كحال والمعروف بلقبه “أبو العبد أشداء”[27]، وهو قائد “جيش عمر” ضمن هيئة تحرير الشام والذي يجمع مقاتلي حلب المنتمين للهيئة، ويشكل أشداء مع الشرعيين المصريين (أبو شعيب وأبو اليقظان) مجموعة واحدة منذ كانوا ضمن حركة أحرار الشام في حلب قبل انشقاقهم وانضمامهم إلى هيئة تحرير الشام، ليصبحوا رأس حربة في الدعوة لقتال الفصائل المنافسة لهيئة تحرير الشام، خاصة ضد فصيلهم السابق أحرار الشام.
سواء كان الانقلاب الأخير لهذه المجموعة نابعاً من قناعات أيديولوجية أو نتيجة عدم امتلاكهم لسلطة حقيقية أو تأثير على القرار ضمن قيادة الهيئة، ولكنه يمثل تياراً واسعاً ضمن الوسط الجهادي لم يعد يعترف بتمثيل هيئة تحرير الشام وزعيمها للتيار الجهادي، يشمل هذا جميع رموز السلفية الجهادية التقليديين مثل أبو محمد المقدسي وأبو قتادة الفلسطيني وهاني السباعي وتنظيم القاعدة، كما يشمل فئة كبيرة من المؤسسين والشرعيين في جبهة النصرة سابقاً، بعد تناقض سلوك الهيئة البراغماتي مع الفتاوى التي كانت تتبناها، سواء من حيث العلاقة مع تركيا أو الموافقة على الهدن أو الخطاب السياسي المعتدل.
في كلمة مصورة نشرها قبيل اعتقاله[28]، ذكر “أبو العبد أشداء” أن موارد الهيئة الشهرية تبلغ 13 مليون دولار، كما استلمت أموالاً من دولة لم يسمّها بقدر 100 مليون دولار عند تشكيلها، إضافة إلى الشبكة التجارية والاقتصادية الواسعة التي تديرها، بينما لم تنفق الهيئة عسكرياً وخدمياً على المنطقة، وأبعدت الأصوات المعارضة للجولاني، وقال إن الهيئة كانت تعلم بمحاور معركة حماة مسبقاً ولم تقم بتحصين المنطقة ما أدى إلى سقوطها.
اعتقلت هيئة تحرير الشام “أبو العبد” كما اعتقلت الناشط الإعلامي “أحمد رحال” المناصر للهيئة، والذي اتهم بتصوير الفيديو، بينما تواردت أنباء عن هروب عدد من الشخصيات الجهادية –والتي كانت ضمن الهيئة سابقاً- نحو تركيا خوفاً من الاعتقال والتصفية من قبل هيئة تحرير الشام.
وقد كان التشكيك بالمصداقية الجهادية للجولاني نتيجة تحولاته قد ظهر في البداية مع فك ارتباطه بالقاعدة وتحوله إلى جبهة فتح الشام (28/7/2016)، وهو التحول الذي بدأ حالة القطيعة والعداوة بين الجولاني وتنظيم القاعدة، فقد استغلّ الجولاني غياب أيمن الظواهري لإتمام فك الارتباط ولكن بعودة التواصل مع الظواهري أعلن زعيم تنظيم القاعدة في كلمة تحت عنوان “سنقاتلكم حتى لا تكون فتنة” (4/10/2017) أن بيعة “القاعدة” ملزمة وتركها عمل محرم[29]، وفي كلماته اللاحقة بعد يأسه من عودة تنظيمه المنشق وهجوم الهيئة على تنظيم حراس الدين تطور خطاب الظواهري إلى وصف الهيئة بأوصاف مثل: نكث العهود والغدر بالمجاهدين والتنازل عن الجهاد والمضي للعملية الديمقراطية والخضوع للعلمانية التركية[30].
اكتملت هذه القطيعة لدى تحول الجولاني إلى هيئة تحرير الشام (28/1/2017)، والتي دخلت ضمن سيرورة تحولات في الخطاب والسلوك ومحاولة إثبات الاعتدال وتبني مشروع إقامة حكومة مصغرة في إدلب، وهو ما دفع بانشقاق التيار المنتمي للقاعدة وتشكيل تنظيم حراس الدين في (27/2/2018)[31]، والذي سارعت الهيئة لاعتقال قياداته ومن بينهم الأردني سامي العريدي الذي كان الشرعي العام لجبهة النصرة سابقاً، قبل أن تفرج عنه خوفاً من انشقاقات داخل الفصيل[32].
أدرك الجولاني خطورة منافسته على تمثيل التيار الجهادي لدى قواعده، فضلاً عن إسقاط مصداقيته الجهادية، إضافة إلى التهديد الأمني العميق الذي يمكن أن يمثله رفاقه السابقون، لذلك شنّ العديد من حملات التضييق والاعتقالات ضد التنظيمات الجهادية الموازية مثل تنظيم حراس الدين وتنظيم جند الأقصى (اجتمعت بقاياه ضمن تنظيم أنصار التوحيد لاحقاً)، وقد تحالفت هذه التنظيمات الجهادية الموازية والرافضة لسياسة هيئة تحرير الشام واتفاق سوتشي ضمن غرفة “وحرّض المؤمنين”[33].
تخشى هذه التنظيمات من التفوق العسكري لدى هيئة تحرير الشام، كما يخشى الجولاني من تأثير حملة شاملة ضدها على استمرار ولاء عناصره وتماسكه، لذلك توصل الطرفان إلى تفاهمات قبلت فيها الهيئة بوجود حراس الدين وتعهدت بإمداده بالسلاح ولكن مع خضوعه لشروط الهيئة[34]، ورغم انقسامات تنظيم حراس الدين وعدم قدرته على استقطاب أعداد وازنة أو استغلال تمثيله لتنظيم القاعدة في استقطاب متطوعين أجانب جدد، لكنه يبقى التهديد والبديل الأبرز لدى التيار الجهادي والرافض لسياسة الجولاني.
يضاف إلى ما سبق طيف من مجموعات الجهاديين الأصغر في إدلب، وتتنوع مواقفها من هيئة تحرير الشام، كما يفضل معظمها النأي بالنفس عن صراعات الهيئة ضد الفصائل والحواضن المحلية، بالنسبة إلى المقاتلين العرب مثلاً، انقسم الأردنيون بين هيئة تحرير الشام وتنظيم حراس الدين وهناك أسماء أردنية في قيادة الفصيلين[35]، بينما اختار أغلبية المقاتلين السعوديين والخليجيين الحياد منذ اقتتال هيئة تحرير الشام وحركة أحرار الشام[36]، بتأثير رئيس من موقف عبد الله المحيسني الذي أصبح على خلاف واضح مع هيئة تحرير الشام بعد أن كان في مكتبها الشرعي[37].
توجد حالة الارتاباط الهش والتنوع نفسه لدى المقاتلين الآسيويين، كتيبة البخاري من المقاتلين الأوزبك مثلاً تعتبر مقربة من حركة أحرار الشام (الجبهة الوطنية للتحرير)، كما تضم الهيئة مجموعة من التركستان إلى جانب علاقتها بالحزب التركستاني الإسلامي، والأخير رغم قتاله إلى جانب الهيئة ضد الفصائل سابقاً، إلا أنه ليس تابعاً للهيئة، ولا يرجح أن تتطابق مواقفه معها بعد الخلاف بينها وبين الفصائل الجهادية، أو في حال نشوب خلاف حاد بين الهيئة وأنقرة.
وقد حرصت هيئة تحرير الشام رغم سياساتها نحو إثبات الاعتدال والتوطين المحلي، في أن تثبت وجود قاعدة شعبية لها لدى المقاتلين الأجانب، بعد ظهور الخلافات بينها وبين تنظيم حراس الدين، واستصدرت بيانات تأييد للهيئة من شرعيين وقيادات جهادية غير سورية[38]، ولكن نسبة كبيرة منهم تغيرت مواقفها مؤخراً من الهيئة وزعيمها الجولاني.
أما الضربات الأمريكية خلال الفترة السابقة في إدلب، والتي استهدفت الأولى منها اجتماعاً لمنشقين عن تنظيم حراس الدين[39]، والثانية أحد معسكرات تنظيم أنصار التوحيد[40]، فقد عززت من فقدان مصداقية الهيئة لدى الوسط الجهادي، وفي الوقت نفسه عززت من قناعة الهيئة بكونها خارج التصنيف الإرهابي ومن الممكن حصولها على قبول دولي لسيطرتها في إدلب.
من الجدير ذكره، أن هيئة تحرير الشام كانت مستفيدة في البداية من علاقتها بالجهاديين الأجانب كورقة قوة في تسويق صورتها المعتدلة الجديدة خارجياً، باعتبارها طرفاً موثوقاً من قبلهم وقادراً في الوقت نفسه على ضبطهم حتى الوصول إلى توافق دولي حول مصيرهم، ولكن استمرار تحولات الهيئة البراغماتية وتدهور مصداقيتها وعلاقاتها بالوسط الجهادي، إضافة إلى انكسار صورتها كقوة عسكرية متفوقة بعد المعركة الأخيرة، وتستمر في الوقت نفسه حرب اغتيالات صامتة تستهدف التيار المنتمي للقاعدة من المقاتلين الأجانب خاصة[41]، كل هذا يجعل قدرت هيئة تحرير الشام على التحكم بورقة المقاتلين الأجانب أصبحت أكثر محدودية، إن لم يكن على النقيض، قد أصبحت ورقة المقاتلين الأجانب ضد هيئة تحرير الشام.
التفاهمات الروسية التركية
رغم أن اتفاق سوتشي المعلن لم ينصّ على حلّ أو محاربة هيئة تحرير الشام، لكن بند “محاربة التنظيمات الإرهابية” بقي حجة روسية لاستمرار العمليات العسكرية في حماة وإدلب، وتطورت الصيغة في القمة الثلاثية (16 أيلول/سبتمبر) التي تلت التهدئة الأخيرة في إدلب لتنص على “القلق البالغ إزاء زيادة وجود هيئة تحرير الشام في المنطقة” إضافة إلى “مواصلة التعاون لأجل القضاء على تنظيم داعش وجبهة النصرة”[42]، وهو ما يعني على مستوى التصريحات موافقة تركية على العمليات الروسية ضد الهيئة، وإن كان لا يعكس بالضرورة الموقف الفعلي.
رغم العبء الذي صنعه وجود هيئة تحرير الشام على أنقرة في ملف إدلب، وعدم صدور أي تصريحات تركية توحي بقبول وجود الهيئة أو التنسيق معها أو الاعتراف باعتدالها، إلا أن أنقرة تجنبت الصدام مع هيئة تحرير الشام، وفضلت إنجاز أولوية دخول نقاط المراقبة التركية إلى إدلب بمرافقة هيئة تحرير الشام نفسها.
بالنسبة إلى أنقرة فإن الدخول في صدام عسكري مع هيئة تحرير الشام ليس أولوية ويضع قواتها ومهمتها في إدلب في خطر، إضافة إلى التخوف من أن الدخول في قتال مع تنظيم ذي أغلبية سورية سيكون له تأثير على العلاقة بالمجتمع المحلي في إدلب حيث تتموضع القوات التركية، وهو يضعف إمكانيات المعارضة على الدفاع عن المنطقة، ولا تثق أنقرة أن القضاء على هيئة تحرير الشام سيعني بالضرورة نهاية العمليات الروسية تجاه إدلب.
لا شكّ أن أداء الهيئة العسكري في معارك حماة، والذي كان أضعف مما تروجه الهيئة عن نفسها كقوة عسكرية متفوقة ومسيطرة على إدلب، يؤثر على تقدير أنقرة لقوة الهيئة وتأثيرها الحقيقي، ويضعف من قدرة هيئة تحرير الشام على رفض الضغوط التركية، ليضاف ذلك إلى سلسلة الضغوط التي تتعرض لها الهيئة أمام المظاهرات الشعبية وسخط الفصائل والتيار الجهادي.
لكن احتمالية قيام أنقرة بحرب مباشرة -أو عن طريق فصائل المعارضة المتحالفة معها- ضد هيئة تحرير الشام تبقى محدودة، خاصة مع استمرار خطر تجدد الحملة الروسية، ولكن يمكن لأنقرة استغلال الوضع الأخير لإضعاف سيطرة الهيئة وحكومة الإنقاذ على إدلب، خاصة بعد إدخال فاعلين جدد في المنطقة (الجيش الوطني)، وعودة التأثير للفاعلين الأقدم (الجبهة الوطنية للتحرير).
سيكون تنامي الانقسامات داخل هيئة تحرير الشام وصعود حضور تنظيم حراس الدين مفيداً لاستعادة أنقرة وواشنطن ورقة مكافحة الإرهاب في إدلب، ولإمكانية أنقرة القيام بمزيد من الضغوط على هيئة تحرير الشام لو أرادت.
خاتمة: توقعات التحول
تحاول هيئة تحرير الشام باستمرار إثبات تحولها نحو الاعتدال والمحلية وقطيعتها مع تنظيم القاعدة والفكر السلفي الجهادي، وقابليتها للالتزام بالتفاهمات الإقليمية والدولية إن لم تتضمن إنهاء وجودها، مع رهانها على قدرتها على ضبط الحالة الجهادية الأجنبية ضمن مناطقها، في مقابل حصولها على قبول ضمني لاستمرار سلطتها في إدلب، ولكن اهتزاز هذه السلطة داخلياً يضعف قدرتها على إملاء شروط عالية السقف.
تدرك قيادة هيئة تحرير الشام التراجع العام في تقبل هيمنتها وتقدير حجم قوتها في إدلب، على المستوى الشعبي أو على مستوى الوسط الجهادي أو خارجياً، مع تنامي السخط ضد احتكارها للموارد التجارية من قبل المجتمعات المحلية وفصائل المعارضة والتيار الجهادي على السواء.
ولذلك سارعت الهيئة في ردود فعل لتحسين صورتها العامة، وأجرى الجولاني لقاءات عدة مع مشايخ وتجار وإعلاميين لكسب التأييد[43]، كما أصدرت بيانات عن خسائرها في معارك حماة وعن محاولات “شق صف المجاهدين” الذي يتبعه خصومها، ووعدت بإجراء إصلاحات وتشكيل لجنة رقابة[44].
ولكن هيئة تحرير الشام تدرك أيضاً أوراق قوتها، فمع سيطرتها على إدلب بعد اتفاق سوتشي، تحولت الهيئة من الاعتماد على الأيديولوجيا والقوة العسكرية كفصيل جهادي، إلى شبكة اقتصادية ومؤسسية وأمنية ممتدة في إدلب، مع إدراكها تخلي خصومها –الثوريين والجهاديين معاً- عن الخيار العسكري ضدها، ولم تكسب الهيئة في أي وقت حاضنة شعبية حتى لو لم تقم هذه الحاضنة بالمظاهرات ضدها، لذلك فإن مخاوف الهيئة الأكبر ليست من التهديدات المحلية بقدر التخوف من تحول في السلوك التركي ضدها أو تجدد الحملة الروسية إلى الحد الذي قد يستنزفها أو يهدد وجودها، وهو ما قد يدفع الهيئة للزج بالحد الأقصى من قوتها والعودة للتحالف مع الشبكات الجهادية والخطاب المتشدد في حال فشل سياسة الاعتدال.
لذلك ليس مرجحاً قيام هيئة تحرير الشام بحلّ نفسها أو التحول نحو جسم جديد في المدى المنظور، ما لم يطرأ تحول حاسم في الموقف التركي، وهو ما لم تظهر أنقرة أدلة عليه في تصريحاتها الأخيرة، ولكن من الواضح أن الهيئة ستواجه المزيد من التراجع والانقسامات الداخلية وتنامي الاحتقان ضدها سواء استمرت الهدنة أو تجددت الحرب في إدلب.
[1] أحمد أبازيد، كيف انهارت حركة أحرار الشام، مركز طوران للدراسات، 9/8/2017
http://bit.ly/2koXjw7
[2] فرانس 24، الجيش التركي يعلن بدء إقامة “مراكز مراقبة” في إدلب السورية، 13/10/2017
http://bit.ly/2m1NuF6
[3] جبهة النصرة: انسحبنا من بعض نقاطنا بريف حلب، الدرر الشامية، 10/8/2015
http://bit.ly/2kx7RcG
[4] فتح الشام تحرّم التعاون مع تركيا وأمريكا في معارك ريف حلب، السورية نت، 23/9/2016
http://bit.ly/2m40o5s
[5] هكذا بررت فتح الشام تصعيدها ضد فصائل بشمال سوريا، عربي 21، 25/1/2017
http://bit.ly/2mbpQFT
[6] بيان مجلس فتوى تحرير الشام حول الأستانة، نور سورية، 14/5/2017
http://bit.ly/2kRlAvg
[7] عقيل حسين، نازلة التدخل التركي بين الولاء للكفار والمضطر للمحظور، المدن، 9/10/2017
http://bit.ly/2mrGgKF
[8] 14 منطقة تسيطر عليها تحرير سوريا جنوبي إدلب، عنب بلدي، 28/2/2018
http://bit.ly/2kXmaYh
[9] ستة بنود تنهي اتفاق إدلب، عنب بلدي، 25/4/2018
http://bit.ly/2kNACCg
[10] 11 فصيلاً عسكرياً يتوحدون تحت اسم الجبهة الوطنية للتحرير، تلفزيون سوريا، 28/5/2018
http://bit.ly/2m1bd8m
[11] اندماج أكبر الفصائل العسكرية في الجبهة الوطنية للتحرير، تلفزيون سوريا، 1/8/2018
http://bit.ly/2kuSW2F
[12] حسب بنود الاتفاق التي أوردتها وكالة الأناضول التركية، انظر:
قمة سوتشي والفيتو التركي يجنبان إدلب كارثة إنسانية، وكالة الأناضول ، 19/9/2018
http://bit.ly/2kuj7Xp
[13] هيئة تحرير الشام توضح موقفها من اتفاق سوتشي حول إدلب، تلفزيون سوريا، 14/11/2018
http://bit.ly/2kCJRVI
[14] جيوش أبو بكر وعمر وعثمان: هيئة تحرير الشام تعيد ترتيب صفوفها، عكس السير، 1/10/2018
http://bit.ly/2mtoczD
[15] الزنكي ينسحب من كامل مناطق سيطرته غرب حلب لصالح تحرير الشام، تلفزيون سوريا، 5/1/2019
http://bit.ly/2mv6Suh
[16] فراس فحام، أسباب انهيار الجبهة الوطنية للتحرير والسيناريوهات المتوقعة لشمال سوريا، 11/1/2019
http://bit.ly/2m2AkYi
[17] هيئة تحرير الشام تسيطر على منطقة إدلب بعد اتفاق وقف إطلاق النار، فرانس 24، 10/1/2019
http://bit.ly/2m29QpW
[18] عدنان أحمد، معارك إدلب حماة هجوم معاكس يوجع النظام السوري، العربي الجديد، 8/6/2019
http://bit.ly/2m9Owi4
[19] جلال بكور، أستانة 13 توافق على وقف إطلاق النار في إدلب، العربي الجديد، 2/8/2019
http://bit.ly/2kJ2Ttr
[20] النظام يسيطر على مدينة خان شيخون بمحافظة إدلب، فرانس 24، 21/8/2019
http://bit.ly/2kzSzE8
[21] تحرير الشام تواصل عمليات الاعتقال في جبل الزاوية بإدلب، شبكة شام، 30/6/2017
http://bit.ly/2m9PA5w
[22] تشير مصادر إعلامية مقربة من الفصائل إلى أن هيئة تحرير الشام انسحبت من مدينة خان شيخون وتل النمر الملاصق لها قبيل ساعات من انطلاق الرتل التركي نحو جنوب إدلب، ما أعاق وصول الرتل إلى خان شيخون قبيل سقوطها، انظر:
تفاصيل الساعات الأخيرة قبيل سقوط خان شيخون في ريف إدلب، نداء سوريا، 11/9/2019
http://bit.ly/2mxkUf3
[23] تحرير الشام تشكل لجنة رقابة عليا، وكالة قاسيون للأنباء، 13/9/2019
http://bit.ly/2kuPRQ8
[24] عدنان أحمد، حكومة الإنقاذ في إدلب ذراع هيئة تحرير الشام لارتكاب الانتهاكات، العربي الجديد، 24/11/2018
http://bit.ly/2mlkWpW
[25] حسام جبلاوي، تجميد الدعم الأوروبي يهدد استمرار مراكز صحية في إدلب، تلفزيون سوريا، 30/7/2019
http://bit.ly/2mmnZhy
[26] نداء سوريا تحاور المشرف العام على حملة ارم معهم بسهم، نداء سوريا، 23/5/2019
http://bit.ly/2m62MbK
[27] عقيل حسين، من هو أبو العبد أشداء آخر مغادري مركب تحرير الشام، تلفزيون سوريا، 11/9/2019
http://bit.ly/2mncdUb
[28] تراجع الشعبية والفساد الإداري والمالي.. قيادي بارز في هيئة تحرير الشام يصارح الشعب، نداء سوريا، 9/9/2019
http://bit.ly/2meLEki
[29] أحمد أبازيد، جبهة النصرة والمرحلة التركية.. تحولات دائمة ومصائر قلقة، العربي الجديد، 26/10/2017
http://bit.ly/2mzLc0d
[30] الظواهري يهاجم الهيئة والجولاني ويلمح لهذا الأمر، عربي 21، 28/11/2017
http://bit.ly/2mL84tB
وانظر:
الظواهري يفتح النار على النصرة، عربي 21، 6/2/2019
http://bit.ly/2l4GaII
[31] حسن أبو هنية، حراس الدين وتكيفات القاعدة في سوريا، 11/3/2018
http://bit.ly/2m6rkkU
[32] تحرير الشام تطلق سراح العريدي، وكالة قاسيون للأنباء، 12/1/2017
http://bit.ly/2l3RYKW
[33] حسن أبو هنية، صراعات الجهادية في إدلب، عربي21، 10/2/2019
http://bit.ly/2kBovrK
[34] اتفاق بين تحرير الشام وحراس الدين بإدلب.. دائم أم مؤقت؟، عربي 21، 11/2/2019
http://bit.ly/2l442fc
[35] أبرز قادة الهيئة الأردنيين هو أبو حسين الأردني، القائد العسكري لقوات النخبة في هيئة تحرير الشام، اسمه الحقيقي: عبد الرحمن حسين الخطيب، وهو شاب أردني من أصل فلسطيني كان طالب طب في الجامعة الأردنية في عمّان قبل سفره إلى سوريا عام 2013 (مصادر خاصة للباحث)
أما أبرز قادة تنظيم حراس الدين الأردنيين فهم: أبو القسام الأردني وسامي العريدي، وإياد الطوباسي “أبو جليبيب” قبل تركه للتنظيم ومغادرته إلى درعا حيث لقي مصرعه هناك أواخر 2018ً
[36] جبهة النصرة والمرحلة التركية.. تحولات دائمة ومصائر قلقة، مصدر سابق
[37] عبد الله المحيسني يعلن استقالته من هيئة تحرير الشام، سمارت نيوز، 11/9/2017
http://bit.ly/2lgNNvr
[38] مقاتلون أجانب يؤيدون تحرير الشام في إدلب، المدن، 6/2/2019
http://bit.ly/2mki8JJ
[39] القوات الأمريكية تقصف اجتماعاً لقادة جهاديين في شمال إدلب، فرانس 24، 1/7/2019
http://bit.ly/2kJdCUJ
[40] البنتاغون: قواتنا استهدفت منشأة تابعة للقاعدة في سوريا، دويتش فيليه، 31/8/2019
http://bit.ly/2mJMJ3D
[41] ما بين 26 نيسان 2018 – 1 يناير 2019 تم رصد 420 عملية اغتيال، من بينها 45 عملية اغتيال لمقاتلين أجانب، انظر:
اغتيالات متجددة ضمن محافظة إدلب، المرصد السوري لحقوق الإنسان، 7/1/2019
http://bit.ly/2mGTaEx
وانظر:
الاغتيالات في مناطق المعارضة خلال الفترة الممتدة من شباط حتى تموز 2019، مركز عمران للدراسات، 17/9/2019
http://bit.ly/2lhVbH5
[42] البيان الختامي لقمة أنقرة يشدد على وحدة سوريا والتمسك بمبادئ الامم المتحدة، وكالة الأناضول، 16/09/2019
http://bit.ly/2leIqgo
[43] الجولاني يعقد اتفاقاً مع مشايخ الأوقاف في إدلب، نداء سوريا، 17/9/2019
http://bit.ly/2kAzSQL
[44] تحرير الشام تشكل لجنة رقابة عليا، مصدر سابق