مات برداً

on

مات برداً.. كللوه بتاج من ورق الشجر.. حاولت أن تدفئه يد الجدة الهرمة..ولكن لم يعد.. في مساء آخر وعدوه بحليب دافئ.. كذبت عليهم صلوات الإخوة والبنادق المنسحبة وتضامن الصحف وصدقت الخيبات.. كانوا يرون صورهم تبثّ بالكهرباء على المحطات.. ولكن لا كهرباء هناك ولا نار غير الجحيم المنصبّ من السماء.. كان الثلج صاعقاً كالنار.. حاولوا بكل شيء.. بطانيات الإغاثة/ لاصق على باب الخيمة/ جراب مضاعف/ تذكر الأغاني/ نداء الآخرين.. فكّر الأب أن يحرق نفسه.. تخيلت أمه أن تشقّ بطنها وتعيده لتدسّه بين الدم والأحشاء.. كان البرد أقوى..

ولو بعد مائة عام سيروي الناس عن ذلك الشتاء الذي كان مليئاً بالحرائق والخيام وأرتال النازحين والعساكر … حين مات الأطفال سحقاً في البيوت واحتراقاً في الطرق وبرداً في الخيام وقنصاً على حدود النجاة… بينما كان الجميع -سواهم- أحياء ودافئين ويشكون السأم..

في ذلك الصباح مضى الطفل.. لم يرد أحدٌ أن يدفنه تحت التراب

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص أو أكثر‏‏
صورة رضيع مات من البرد في مخيمات الشمال السوري شباط 2020

أضف تعليق