عن قلقٍ شهيد

1 ماذا سيبقى من طريق الفجر حين تموت آلاف الشموس ماذا سيروي الموتُ حين تُباع أنباء المقابر بالفلوس ماذا سنفتي للقيامة كي نبرّر بعثنا دون الرؤوس ماذا سيجدي صوتُنا المبحوح في سوق الرثاء 2 كانت خيول الحربِ تبحث عن صدىً فردٍ لأصوات الصهيل كانت صلاة الليل تهرب للدعاء المِلْحِ من شكّ الخليل كانت بيوتُ الله…

خذنا إليك

خذنا إليك لم ندرِ أنّ الأرض أوسع من رغائبِنا و أضيق من خيال الطفل لم ندرِ أنّ حروفَنا مشنوقةٌ رغماً عن اللغة اليتيمة و الشعرُ مات و لمْ تفده تمائم القلق القديمة قد باتت الأسماء أحجيةً و ضعنا عن ملامحنا و لم نحفظ سوى وجه الجريمة خذنا إليك الشوق أغنية بلا لحنٍ لملهاة الظلال و…

مشقّقون

مشقّقون على ندم الذكريات , ها هنا سرّ عتيق لم ينسرب من شقوق الاعتياد , بالضبط فوق خطأين من وشاح أحمر ملقى عبثاً كان لنا يوماً جحيم … كم كان شهيّاً ذلك اليأس الفقير , كنّا تراباً ناعماً نهمي على أقرب منحنى تذرونا عليه الرياح السهلة , و اخشوشنّا -لا كما نصح الشيخ الزاهد- و…

رب سامحني

ربّي سامحني إذ لا تكفي الكلمة كي تدفئ قلبَ يتيمة ربِ سامحني حين يكون نهر الدم أطول من الأبجديّة , و صوت القصف أعلى من خيال الاستعارة , و انهيار البيت أسرعَ من انهمار القريحة و اغفرْ لي حين لا ينظمُ إيقاعُ الشعر فوضى رصاص الحاجز , و إذ نتوهّم أنّ وجه شهيدٍ يحتاج كفناً…

كلمات كلمات

في ظُهر العمر تقيّدنا أحلام الآتي من أيّام الخيبة نزداد سراباً … ماذا تجني من بسماتِ الأوجه إلّا الغربة ؟! ماذا في الليل سوى سخرية صعبة ؟! ها أنتَ بعيداً عن خصرِ السرّ تغنّي ماذا في أغنية الوحدة إلّا لحنُ الغيبة ماذا في دمِك المرتاح سوى صوتِ الذبح و لمعِ النيران منذا يعرف أسماء القتلى…

هذيان الرعب

لم يحصل منذ سنين أن تمرّ عشرة أيّام دون أن أمسك كتاباً … أهرب من وجوه الناس و أصوات السائلين قلبي منهكٌ جدّاً … موحشٌ كصحراء يفترشها الخراب ربّما مرّت من هنا مذبحة … ولكن , لا دمَ في الشرايين … ليس ثمّة إلّا الرماد الخشن جفّفتنا أرقام كثيرة في صراعنا لنسلب عنها صفة الرقم…

عيد

إلى الذين لا يعرفهم أحد إلى من عُذّبوا بصمت … و استُشهدوا بصمت … و دُفنوا من غير أكفان متجاورين في المقابر الجماعيّة بصمت إلى من لم يتمتّعوا بترف الأسماء في الصفحات و نشرات الموت إلى من يحملون حياتهم كلّ يوم على مذبح الوطن و الأمل البعيد إلى من يعملون منذ شروق الحلم قبل سبعة…